النهايات اخلاق

عادةً تكون النهايات إما سعيدة و مشرقة إما تؤدي إلى قطع العلاقات التام و احيانا الإساءة. سئل معلمي الفصل في يوم من الأيام ”ماذا تفضلون عند تلقي الإساءة من احد، الانتقام ام السماح؟ رد نصف الفصل بدون تفكير الانتقام طبعا لانني إذا سامحت قد يظن من أذاني أني ضعيفة و غير قادرة على رد الأذى. و رد النصف الآخر بأن المغفرة هي القوة و أنا لن ارد الإساءة و هذه ليست اخلاقي. 

بصراحة مع كل اجابة كنت اسمعها من زميلاتي كنت اتفق معها، و حيرني هذا السؤال كثيرا. هل يجب ان أسامح ام أخذ حقي منه ليعلم أني لست ضعيفة؟ ثم أضاف الأستاذ و طرح علينا موقف رجل مسن ابنه قُتِل و عندما أمسكت الشرطة بالقاتل تنازل الأب عن حق ابنه و سامح القاتل. تعاطف البعض مع الرجل و ظن انه موقف بطولي، و البعض انزعج بسبب التصرف الغير منطقي و الخيالي.

  الحقيقة هي ان السماح شجاعة اكثر من الانتقام و لكن… يجب ان يرى المذنب انه كان لديك الفرصة للانتقام و أنت الذي فضلت المغفرة. ذكرتني هذه النتيجة بأبي الذي يقول دائما يجب ان نترك شعرة معاوية. عندما سئل معاوية بن ابي سفيان ”كيف حكمت الشام أربعين سنة و لم تحدث فتنة و الدنيا تغلي؟“ فقال معاوية ”أني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، و لو ان بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت، كانو إذا مدوها أرخيتها، و إذا رخوها مددتها.“

لطالما احببت هذه القصة و هذا الرجل، فالدنيا ابسط من كل هذه الخطط و المشاكل. و حتى إذا فرقتنا الأيام، لماذا الكره و الأذى؟  ما بها شعرة معاوية؟ انها فقط شعرة تنقذ علاقات كاملة. يمكن ان تكون في صورة الشخص الذي يقف بجانبي وقت الشدائد، رسالة في المناسبات، التصافح عند المقابلة صدفة، حتي إذا كانت هذه الشعرة تظهر وقت الاحتياج للخدمة، على الأقل نتمتع بعلاقة طيبة مع كل الناس.

  قد تكون هذه الشعرة سبب في دعوة لي عن ظهر غيب، او سبب في سيرتي الحسنة.  لا داعي للكره و الحقد و القسوة، فالنهايات أخلاق. الحياة اقصر و ابسط من ذلك 

Design a site like this with WordPress.com
Get started